الإدمان: هو إمَّا أن تَفعَل، وإمَّا أن تتألَّم.

أما التَّحرُّر: فهو عدم الحاجة لذاك الفعل أصلاً.

كل إنسان يريد التَّحرُّر، وكل إنسان لا يريد الإدمان.
فالمشكلة ليست في الإرادة، فهي موجودة عند كل إنسان، بل المشكلة في قُدرة الإنسان على الوصول لما تختاره تلك الإرادة.
فالإنسان المُصَاب بالشَّلَل، يريد أن يتعافى وينهض ويتحرك ليصل بنفسه لذاك الكأس من الماء؛
لكن، هل لديه القدرة الكافية للوصول بنفسه لمطلوبه؟
فكيف تقوى قُدرة الإنسان لتوصِلَه إلى ما يريد، وتبعده عمَّا لا يريد؟
وكيف تتحوُّل الإرادة إلى قرار، والقرار إلى هدف، والهدف إلى واقع، والواقع إلى مَلَكَة، يمتلكُها الإنسان ويحافظ على استمرارها لديه حتى النفس الأخير؟
فالهدف من برنامج "التَّحرُّر من الإدمان":
هو إعادة القُدرة لتلك الإرادة، ليصل الإنسان بنفسه ليس فقط إلى التَّحرُّر، بل إلى القدرة على المحافظة على ذاك التَّحرُّر بعد الوصول إليه أيضاً؛ لأنَّ المسألة ليست فقط في القُدرة على إطفاء السيجارة وترك التَّدخين، بل في القُدرة على عدم إشعالها، والعودة إليها من جديد.

فما الذي يميز هذا البرنامج عن غيره؟
أطباء...

برامج صحية... 

برامج اجتماعية... 

برامج دينية...

صور على علب السجائر...

الكل يركز على مضار التَّدخين، ومخاطر الإدمان.
أما برنامج "التَّحرُّر من الإدمان"
فلا يتحدث عن مضار التدخين، ولا يتحدث عن مخاطر الإدمان!
لأنَّ الذي يُدخِّن، لم يٌدخِّن لأنَّه لم يكن يعلم مضار التدخين، بل يٌدخِّن لأنَّ:
"التدخين يعطي كَيف"
"التدخين يُعدِّل المزاج"
"التدخين يعبئ الطَّاسة"
"التدخين يٌخفِّف التَّوتُر"
"التدخين يزيد التركيز"
"التدخين يُريح"
"التدخين يزيد الرجولة"
"التدخين يزيد الأنُوثة"
فما هي حقيقة الأمر؟
هل من لا يدخِّن يحرم نفسه تلك المُتع؛ أم أنَّ الذي يدخِّن مخدوع في تلك المُتع؟

الدَّواء الحقيقي للإنسان موجود دائماً بداخل الإنسان نفسه.

فهذا البرنامج لا يستعمل لا قبل، ولا أثناء، ولا بعد رحلة التَّحرُّر من الإدمان أي نوع من أنواع العلاجات المُصنَّعة خارج نفس الإنسان، بل يعمل مع الإنسان لينتج ذلك الإنسان دواءَه بنفسه من داخل نفسه؛ لأنَّ التَّحرُّر من الإدمان لا يمكن أن يكون حقيقياً إلا إذا كان إنتاجه ذاتياً ليبقى مُستداماً.
حينها لا يقع الإنسان بفخ تبديل الإدمان، بدلاً من التَّحرُّر منه.
ولا يستبدل الإدمان على الشّيء، بالإدمان على علاجه.
كل شيء يحتاج غذاءً ليبقى حياً.

فكما تتغذى أعضاء الإنسان على ما يأكله، تتغذى أفكاره على ما يصدقه.
فالإدمان لا يمكن أن ينشأ ويعيش داخل الإنسان دون أن يتغذى على الاعتقادات التي تبقيه حياً؛ لأنَّ السُّلوك ابن الاعتقاد، والاعتقاد ابن الفكرة التي تمَّ تصديقها.

ولطالما بقي التَّصديق مستمراً، بقي السُّلوك مستمراً.

وعندما ينتهي التَّصديق، ينتهي معه السُّلوك أيضاً.

فهذا البرنامج يعمل على تفكيك ليس فقط الجدران، بل تفكيك الأساسات التي بُنِيَ عليها ذاك الإدمان؛ لأنَّ هدف البرنامج: ليس فقط إنهاء السُّلوك الذي أدمن الإنسان على فعله، بل أيضا تفكيك الفكرة التي تَحمِل وتَلِد وتَرعى ذاك السُّلوك.